موقع قرية ظاهر الفوارس

جلسا يتسامران على شاطئ البحر يوما ... وكان الجو غائما وجميلا ... وبعد لحظة صمت سادت بينهما بدأت بالحديث وقالت : أتعرف اننا أغبياء ؟ تفاجأ لهذه الكلمات ... وقال : مالذي دعاك ِ لهذا الوصف ؟ اعتدلت في جلستها ... وتنفست الصعداء ...وقالت: نعم ... ولو انا لسنا كذلك لما تركنا وقتنا يمضي سدى دون أن نحصل على أدنى فائدة لتعمير منزلنا الجديد . قال وهو ينظر اليها مستغربا ... متعجبا : منزلنا ... وجديد ... عن أي شيء تتحدثين ؟ فقالت : ألم تدرك عن أي شئ أتحدث ؟عن المنزل الجديد الذي سيزوره كل ابن انثى ... نعم .. لماذا لا نتقرب الى المولى جل وعلا ... لماذا لانجتهد في العبادة ... لماذا لاندعوه ونتضرع اليه ... لماذا هذه الغفلة ؟ وقد وعدنا بجنة ... جنة عرضها السماوات والأرض ... ومقابل ماذا ... مقابل ترك ملذات ... ترك معاصي وآثام ... والغريب ان ترك كل هذه المعاصي يصب في صالحنا ... فانظر مثلا اذا الانسان حافظ على صلاته حفظه الله من كل سوء ونال البركة في أهله وماله وصحته ... وحافظ على المواعيد .. وتعود على النظام وغذى الروح بتلك الصلاة , واذا ترك الانسان الزنا تجنب اختلاط الأنساب... والأمراض الخطيرة التي تؤدي به في نهاية المطاف الى الهلاك _ والعياذ بالله_ واذا تركنا الكذب والسرقة تخلص المجتمع من الأفات والمصائب... وقس على ذلك جميع المنهيات التي نهى الله عنها في كتابه العزيز أو على لسان نبيه المصطفى عليه السلام ... فقط على الانسان أن يتدبر ... يتفكر ... يتأمل .. ويطيع الله سبحانه ويرزقه جنة ... فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر.... فهل ياترى ترك هذه المعاصي والآثام والشهوات... يقابل هذا النعيم الدائم.....؟. أنصت اليها بعقله وقلبه وكل جوارحه ... دون أن ينبس ببنت شفه ... ولسان حاله يقول ... لن أضيع ساعة دون عبادة .... دون ذكر ... لن أضيع وقتي ... لن أضيع وقتي .

عــــوده